يتسبب في ألفي حالة وفاة في السنة وخبراء
يؤكدون أن التلقيح آلية وقائية
أكد الدكتور محمد بنعزوز أن 13.8 ملايين أنثى فوق 15 سنة مهددة بالإصابة بسرطان عنق الرحم مشيرا إلى أنه في كل سنة يتم تسجيل حوالي 3338 حالة إصابة جديدة بهذا النوع من السرطانات الذي يحتل المركز الثالث في قائمة السرطانات الأكثر انتشارا عند النساء والذي يتسبب في حوالي ألفي حالة وفاة سنويا. وأبرز المسؤول عن البرنامج الوطني للتمنيع بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية خلال عرض قدمه يوم السبت في الدارالبيضاء خلال أشغال المؤتمر العلمي الذي نظمته الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص بشراكة مع جمعية أطباء الأطفال الناطقين باللغة الفرنسية أن سرطان عنق الرحم يمثل 8.1 في المئة من بين السرطانات التي تصيب النساء، مشيرا إلى أن دراسات عديدة بيّنت أن معدل الإصابة بهذا السرطان تتحكم فيه مجموعة من العوامل المتداخلة التي تتغير باختلاف المجال الترابي على صعيد الجهات وبحسب السن والإطار المناعي وغيرها من المؤشرات الأخرى حيث يتراوح ما بين 3 و 20 في المئة.
وأكد بنعزوز أن معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم، وفقا للتوقعات المرتقبة، يمكن أن ترتفع لتصل إلى حوالي 5 آلاف حالة إصابة في السنة ببلوغ 2030، مشيرا إلى أن الوزارة قد أدرجت ضمن البرنامج الوطني للتمنيع اللقاح ضد الفيروس المسبب لهذا السرطان بالنسبة للطفلات اللواتي يبلغن من العمر 11 سنة في 12 من شهر أكتوبر من سنة 2022، مبرزا أن الإقبال على التلقيح يوجد في مراحله الأولى ويعرف تقدما شيئا فشيئا، موضحا أن الوزارة تسعى لتلقيح نصف المستهدفات خلال السنة الجارية. واستعرض ممثل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية الأشواط التي قطعها المغرب من أجل إعداد استراتيجية لمواجهة سرطان عنق الرحم منذ 2010 إلى اليوم، مؤكدا على أن هناك سعيا جادا من أجل تسريع القضاء على هذا السرطان بالوصول إلى تسجيل 4 حالات لكل 100 ألف فتاة وسيدة في أفق 2030، علما بأنه في المغرب يتم تسجيل 9 حالات للإصابة كمعدل لكل 100 ألف امرأة، مضيفا أنه ولأجل بلوغ هذا الهدف المسطر في إطار استراتيجية عالمية تهمّ كافة الدول ينبغي تلقيح 90 في المئة من الفتيات ضده قبل بلوغهن15 سنة، وضمان تشخيص 70 في المئة من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 35 و 45 سنة باختبار عالي الجودة وأخيرا التكفل بنسبة 90 في المئة من النساء المشخّص لديهن المرض تكفلا تاما وكاملا على مستوى العلاجات.
من جهته وقبل تقديم العرض، أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف رئيس الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص في كلمة تقديمية، أن مواجهة سرطان عنق الرحم تتطلب تعبئة مجتمعية للحفاظ على صحة فتيات اليوم ونساء الغد اللواتي هن نصف المجتمع وعماده وركيزة كل أسرة. وشدد الخبير الصحي على أن الوقاية بشكل عام تعتبر مفتاحا أساسيا لبلوغ صحة مجتمعية سليمة، وهو ما يستوجب إشراك كافة المتدخلين من جمعيات علمية ومؤسسات تعليمية وعموم فعاليات المجتمع المدني إضافة إلى وسائل الإعلام لكي تصل المعلومة كاملة وغير ناقصة وبعيدة عن كل لبس إلى عموم المواطنين، مع استحضار خصوصيات مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية، مشددا على أن الآباء والأمهات معنيون بمستقبل طفلاتهم.
ودعا الدكتور عفيف المختبرات إلى التخفيض من أسعار اللقاحات بشكل يضمن استردادا كاملا للمصاريف المؤداة عن عمليات التلقيح في القطاع الخاص، خاصة مع تعميم التغطية الصحية، من أجل فسح المجال أمام إدراج لقاحات جديدة أخرى ضمن البرنامج الوطني للتمنيع بشكل يتيح لفئات أكبر الاستفادة من لقاحات تعزز من الصحة العامة. وكان المؤتمر العلمي قد شهد إدراج مجموعة من العروض والورشات التي ناقش خلالها خبراء ومختصون من السينغال، موريطانيا، تونس، سويسرا، فرنسا والمغرب مواضيع تتعلق الصحة العامة وصحة الأطفال تحديدا، وشكلت هذه المحطة مناسبة لتبادل الخبرات والتجارب والوقوف على المستجدات الطبية، فضلا عن تمكين عدد مهم من الطلبة في مجال الطب من الاستفادة من عروض تكوينية مختلفة