أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» بمناسبة اليوم العالمي للطفل الذي يصادف 20 نونبر من كل سنة، أن المغرب قطع أشواطا جد مهمة للاعتناء بصحة الأطفال، سواء قبل الولادة أو بعد ذلك، مبرزا أن الأرقام تؤكد تراجع نسب الوفيات في صفوف النساء الحوامل قبل وأثناء الوضع، ونفس الأمر بالنسبة للأطفال ما دون سن الخامسة، بفضل تكتل الجهود بين كل الفاعلين والمتدخلين، انسجاما والهدف الخامس من أهداف الألفية الإنمائية وكذا الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة 2030.
وأوضح رئيس الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص في تصريحه للجريدة، أن البرنامج الوطني للتلقيح يعكس الأهمية التي توليها بلادنا للأطفال، مشددا على أنه يضاهي البرامج الخاصة بالتلقيح في كبريات الدول، إذ مكّن من القضاء على العديد من الأمراض وعلى رأسها شلل الأطفال الذي لا يزال يشكل معضلة صحية في بعض الدول، مبرزا أن اللقاحات المدرجة ضمن البرنامج الوطني للتمنيع هي آمنة وفعالة وتمنح مجانا لكافة الرضع منذ الأسبوع الأول لولادتهم، مشيرا إلى أن نسبة التغطية التلقيحية على الصعيد الوطني تفوق 95 في المئة.
وأبرز رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية أن هذا البرنامج لا يزال يتطور إلى غاية الساعة، مستدلا على ذلك بإدراج لقاح جديد يُمنح على جرعتين والذي بات متاحا للطفلات اللواتي تبلغ أعمارهن 11 سنة، وذلك لمواجهة سرطان عنق الرحم الذي يعد ثاني أفتك السرطانات التي تصيب النساء بعد سرطان الثدي. وشدد الدكتور عفيف على أن مجالات الاهتمام بصحة الأطفال في المغرب تتخذ أشكالا مختلفة مشيرا في هذا الإطار إلى ما تقوم به المبادرة الوطنية للتنمية البشرية رفقة شركائها، والبرامج الموجهة للأمهات والأطفال، كما هو الشأن بالنسبة لخطوتها التي جاءت بعد دعوة الملك محمد السادس لإعادة النظر بشكل جذري في المنظومة الصحية الوطنية، حيث أطلقت في هذا الصدد برنامجا يهدف إلى تحسين صحة وتغذية الأم والطفل في ثلاث جهات، ويتعلق الأمر بجهة بني ملال خنيفرة وجهة مراكش أسفي وجهة درعة تافيلالت، إضافة إلى الرفع من مقدرات النظام الصحي الجماعاتي.
وفي السياق ذاته، أكد الخبير الصحي في تصريحه لـ «الاتحاد الاشتراكي» على الأدوار البالغة الأهمية التي يقوم بها المرصد الوطني لحقوق الطفل، تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، من أجل النهوض بأوضاع الطفولة ولحماية أطفال المغرب على كافة المستويات، مشيرا إلى ما تم القيام به خلال الجائجة الوبائية لفيروس كوفيد 19، على سبيل المثال لا الحصر، من خلال التدابير التي تم تسطيرها لمصاحبة الأطفال، والرقمنة، والبرنامج الوطني لمحاربة الاعتداء الجنسي والعنف وغيرها من البرامج الموجهة لهذه الفئة، حتى تستفيد من كل السياسات الموجهة لها، بما يحقق لها التوازن الصحي والمعرفي ويصون حقوقها ويساهم في تنشئتها تنشئة سليمة بما يتيح لها خدمة نفسها ووطنها مستقبلا. ونوّه الدكتور عفيف ارتباطا بالجائحة بخطوة توفير بلادنا اللقاح ضد فيروس كوفيد 19 للأطفال ما بين 12 و 17 سنة مجانا، ونفس الأمر بالنسبة للصغار الذين يعانون من أمراض مزمنة ما بين 5 و 11 سنة، وهي الخطوة التي أكد المتحدث أنها أتاحت العودة إلى التعليم الحضوري ومكّنت من إعادة الحياة إلى الحجرات الدراسية وساهمت في منح تمدرس طبيعي لكافة الأطفال.